لم يكد يبرق شعاع الفدرالية كثيرًا عبر الجهود الفردية من بعض الناشطين في هذا المجال مؤخرًا حتى خرج إلى العلن ليضرب الساسة بعضهم ببعض، وما خروج الجنرال داعمًا للمشروع كشعار من شعاراته التي يستعملها للدعاية في الشارع المسيحي ثم تراجعه عنه نوعيًا بعد سَيل الإنتقادات التي تلقاها من الحلفاء قبل الخصوم سوى دليل إضافي على التصدع الذي يحتويه هذا المشروع الذي أصبح من الماضي. أما الملفت للإنتباه هو الإنجرار الكبير الذي ضرب الإعلام اللبناني خلف المشروع التقسيمي (الفدرالية)، وما كان لهم إلا أن يهللوا لكلام الجنرال متجاهلين المشروع الحقيقي الإنقاذي للبنان والذي يتمثل بطرح اللامركزية الموسعة وما تحمله من إيجابيات على الصعد كافة. أما في الشق العملي فتقوم الفدرالية اليوم على شعارات الماضي الذي سادته الصراعات المذهبية في وقتٍ قطع اللبنانيون أشواط بعيدة كل البعد عن الحرب الأهلية وأصبح العيش المشترك واقع ليس شعار، وما تماسك الشارع برغم كل الأزمات الأقوى والأشد من فترة ما قبل الحرب الأهلية سوى دليل عافية، ولكن بعض الساسة وعلى رأسهم الجنرال عون ما زالوا يعيشون المرحلة التقسيمية ويحلمون بها، فما الفائدة من ذلك ومن المستفيد من هذا المشروع؟؟؟