مشير عون: أهؤلاء هم اللبنانيون؟
برغم مرور أكثر من ستة وعشرين عامًا على انتهاء الحرب الأهلية، إلا أن مسبباتها وتداعياتها لا تزال تتمظهر تخبطاً واعتلالاً في الكيان اللبناني. لقد أفرزت الحرب جيلًا مستنفَد الطّاقة، يتخبّط في أتون الأزمات، ولا يستطيع العيش إلا في جلباب الزعامات. وإذ يستشري الفساد في مختلف القطاعات، فإن الوضع يزداد سوداوية عما كان عليه قبل الحرب وخلالها. فالطائفية ليست هي الداء الوحيد الذي يفتك بالمجتمع اللبناني، إنما هناك الكثير من العلل التي نخرت المنظومة الاجتماعية وخلخلت أسسها؛ بحيث صار مشهد الفساد أمرًا مألوفًا غير مستنكر، تطبع معه المواطن وتآلف معه الناس.