حيثيات سلبية لتصنيفٍ إيجابي
اِجتماع رؤساء الكتل النيابية المقرّر في الثاني من أيلول برعاية رئيس الجمهورية هو فرصة ثمينة يجب اقتناصها. يمكن لهذا الاجتماع أن يكون خطوة أولى على الطريق الصحيح، طريق الإنقاذ المالي والاقتصادي.
اِجتماع رؤساء الكتل النيابية المقرّر في الثاني من أيلول برعاية رئيس الجمهورية هو فرصة ثمينة يجب اقتناصها. يمكن لهذا الاجتماع أن يكون خطوة أولى على الطريق الصحيح، طريق الإنقاذ المالي والاقتصادي.
اِعتبر رئيس مجلس الأعمال اللبناني-العُماني المهندس شادي مسعد أن الهدوء الذي اتسمت به الأسواق المالية اللبنانية في اليوم الأول الذي تلا صدور تقارير التصنيف الائتماني، إنما تعكس استمرار ثقة المواطن، ولو بحذر، بأن بلده قادر على الوقوف على رجليه مجددًا.
هدأت السوق السوداء، وتراجعت أسعار الدولار لدى الصيارفة أمس، بعد تدخّل ناجح من نقابتهم. لكنّ المشكلة تبقى قائمة بسبب تعذّر معالجة الأسباب، وأهمها عدم توفر السيولة الكافية، واستمرار تراجع العرض وتنامي الطلب.
كان مفترضًا أن تشكّل جلسة مجلس الوزراء أمس في قصر بيت الدين ترجمة لأجواء الانفراج السياسي واستعادة للجلسات المنتجة، خصوصًا في ظل انحسار ذعر العدّ العكسي لصدور تقويمٍ ائتماني سلبي للواقع المالي في لبنان عن وكالة ستاندارد أند بورز بعدما بات في حكم المؤكّد أن تبقي الوكالة تصنيف لبنان على مستواه الحالي مدة ستة أشهر أخرى تشكّل فرصة ممدّدة أمام الحكومة للقيام بمزيد من الخطوات الإصلاحية ماليًا واقتصاديًا.
في حين ينتظر لبنان يوم الجمعة تقرير التصنيف المالي الجديد الذي ستصدره وكالة ستاندرد أند بورز لجهة إما تخفيص هذا التصنيف إلى مستوى CCC انعدام القدرة على تغطية الالتزامات المالية في ظل ظروف اقتصادية ومالية صعبة أو الإبقاء على تصنيف B-، عدم السداد مع وجود قدرة على الإيفاء بالالتزامات المالية.
مع أن العدّ العكسي لانطلاقةٍ حكومية متجددة في جلسة يعقدها مجلس الوزراء الخميس المقبل في المقر الرئاسي الصيفي بقصر بيت الدين لترجمة الكثير مما أقر في الاجتماع المالي الذي انعقد بالتزامن مع لقاء
اِقتصاديًا، في موازاة المجهود الاستثنائي الذي تبذله الدولة بكلّ أركانها لتغيير مشهد اللامبالاة حيال خطورة الوضعين المالي والاقتصادي، والتركيز على أولوية الإنقاذ الاقتصادي في العمل الحكومي في المرحلة المقبلة، إلّا أنّ هذا التحرّك لا يستطيع أن يغطي على حال القلق السائدة، بانتظار صدور تقرير تصنيف لبنان الائتماني المتوقّع في الأيام القليلة المقبلة.
تُظهر أرقام مصرف لبنان أنّ الهندسات المالية ساهمت في دعم الاحتياطي بالعملات، والذي كان قد تراجع نتيجة انحسار التدفقات المالية الى لبنان، وبسبب اضطرار المركزي إلى سداد مستحقات يوروبوند على الدولة.
لفت رئيس مجلس الأعمال اللبناني العُماني المهندس شادي مسعد إلى أن موازنة ٢٠٢٠ التي بدأ التحضير لها، تمثّل فرصة حاسمة ومفصلية في المسار الذي ستتخذه الأزمة المالية والاقتصادية في المرحلة المقبلة.
ووفق معلومات الجمهورية، إنّ التهاني التي جرى تبادلها على الخطوط الرئاسية الثلاثة، صبّت في هذا الاتجاه، مع التشديد على إقران الاستقرار السياسي، الذي بدأ تثبيته مع مصالحة بعبدا، بالانتقال بالحكومة إلى فترة عمل وإنتاج في المرحلة المقبلة، تعوّض كلّ ما فات في فترة التعطيل، بالإضافة إلى الشروع في الخطوات التي من شأنها أن ترسل إشارات إيجابية إلى الخارج