فصول في الهوية والحقيقة اللبنانية
الصديقُ الإِعلاميُّ الناشر أَنطوان سعد (
الصديقُ الإِعلاميُّ الناشر أَنطوان سعد (
دونالد ترامب دخل التاريخ من الباب الضيّق. الأبواب الأخرى كانت واسعةً أمامه، ولكنها أَودَت به إلى الضلال. فأُغلق في وجهه ذلك الباب الأعلى الذي لا يَلِجُه سوى الكبار. فإذ به يدخل التاريخ من بابٍ آخر وهو باب السجن.
بين تموز ١٩٥٨ موعد نزول مشاة البحرية الأميركية على شواطئ الأوزاعي في بيروت، وتموز ٢٠٢٣، موعد انعقاد اللجنة الخماسية المعنية بالأزمة اللبنانية في الدوحة، مرّت خمسة وستون عامًا!
هناك إنكار مجحف لفضل «لبنان الكبير» على الشيعة، هذا الكيان الذي أعطاهم ما لم يحصلوا عليه خلال ٥٠٠ عام من الحكم العثماني و٢٥٠ عام من الحكم المملوكي.
في تطوّرٍ خطير يندرج ضمن الحملة التي تشنّها قوى السلطة على الفئات المهمّشة في لبنان لاسيّما المثليين، كتب وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى تغريدةً اعتبر بموجبها
تاريخ لبنان هو تاريخ أبواب. لأنه في الأساس كان هو الباب. خرج منه ودخل منه كلّ من تطلّع إلى الضوء. لأن سماء الشرق اختُصرت بأضوائه.
حتى الآن لم يجرؤ أحد في لبنان على توجيه ضربةٍ قاضية للدستور. إنهم تجرّؤوا على الالتفاف حوله، وعلى فهمه وفقًا لمصالحهم، وعلى تعطيله زمنًا حسبما تُـتيحُه بعض التفسيرات، في ممارساتٍ مرفوضة حتمًا، ولا يقرّها أي نظامٍ دستوري آخر.
ليس تضامنًا مع الأقباط ضدّ أي أحد، ولا تفضيلًا لشعبٍ على شعب، ولا لدين على دين، ولا لمذهب على مذهب، ولا للغة على لغة، ولا لعقيدة على عقيدة، بل تأكيدًا على الحرّية، على القيم، على المبادىء، على المساواة، على المواطنة في كلّ مكان، في كلّ وقت، لكلّ إنسان.
حاول الكثيرون من علماء الاجتماع والسياسة والقادة المصلحين الإجابة على سؤال كيف يجب أن تقوم العلاقة بين الهوية الدينية التي يكتسبها الإنسان من الانتماء إلى دين، وهي هوية يطرأ عليها التعدّد والاختلاف بتعدّد الأشخاص الذين تختلف انتماءاتهم الدينية، ولا يكاد يخلو وطن من الأوطان، ولا شعب من الشعوب،ولا أمَّة من الأمم من خصوصيَّة التعدُّد في الثقافات والأديان والآراء والأفكار وغيرها من الأمور .كيف تقوم العلاقة بين هذه الهوية الدينية وبين الهوية الوطنية التي يكتسبها الإنسان من الانتماء إلى الوطن؟ والتي يشترك فيها مع أبناء وطنه؟
مارون الراس قرية جنوبية تحمل اسمًا بلا مضمون. ولعلّ اختصاصيي أسماء القرى اللبنانية يعرفون كيف حلّ هذا الاسم تاريخيًا على تلك القرية الجنوبية بالرغم من أنه ليس فيها ماروني أو مسيحي واحد. فأسماء القرى تاريخٌ قائمٌ بذاته، وهو في لبنان يرمز بشكلٍ خاص إلى أماكن الوجود، ويدلّ مهما تراوحت التفسيرات، إلى ذلك المعنى الكامن في التكوين البشري اللبناني، والذي لا يفقهه إلّا أولئك الذين سبق لهم وأدركوا سرّ لبنان نفسه.