التنوير معكوساً.. حول أزمة تشكُّل النُّخب في الوطن العربي
يروي أبو حيَّان التوحيدي في كتابه ''الامتاع والمؤانسة'' أنَّه قيل لأعرابيٍّ: ''أتودُّ أن تُصْلبَ في مصلحة الأمَّة؟! فقال: لا؛ ولكنِّي أودُّ أن تُصْلب الأمَّة في مصْلحتي‘‘! ولعلَّ إجابة هذا الإعرابي تعدُّ مثالاً واضحاً لما آلتْ إليه ''النُّخبة العربيّة'' التي لم تكتفِ بممارسة شتَّى ضروب التَّعالي على ''الجماهير الغفيرة''، متَّهِمةً إيَّاها بالجهالة والأميَّة حيناً، وبالتخلُّف والانحطاط حيناً آخر، وإنَّما صادرت حقَّ الأمَّة في التعبير عن ذاتها، ونصَّبتْ نفسها ''المتحدِّث الرسميّ'' نيابة عنها، ومن دون الحصول على إذنها!