عوائق الاقتباس الثقافيّ وتحدّيات الانبعاث الحضاريّ
لم تتمكّن الدولة العربيّة من تشييد التحديث المزعوم بتوظيفها شعارات التنمية، ذلك أنّ هذه التنمية اقتصرت ثمارها على رجالات الدّولة وزبائنها، ولم تشمل القاعدة المجتمعيّة التي ظلّت غارقة في أنهار التخلّف والجهل الراكدة والموحلة، إذ لا يُمكن للحداثة أن تنمو خارج قاعدة اجتماعيّة تحقِّق لها الدفء. إنّ وضعاً كهذا لن يؤدّي بشباب مجتمعاتنا سوى إلى الانغماس في أتون الدّين السياسيّ ومُمارسة التشدّد باسمه، وبناء أبراج الخلاص داخله.