لا يمرّ الزمن- الحلقتان 41 و42
عندما عادت إلى بلادها، ظلّا على تواصل يومي، وأخبرته حقيقة وضعها الصحيّ، وبعمليّة الزرع التي ستخضع لها، وأنّها لن تستطيع مكالمته لشهرٍ كاملٍ.
عندما عادت إلى بلادها، ظلّا على تواصل يومي، وأخبرته حقيقة وضعها الصحيّ، وبعمليّة الزرع التي ستخضع لها، وأنّها لن تستطيع مكالمته لشهرٍ كاملٍ.
تقوم هذه الحرب البسيوكولوجية على الدعاية والدعاية المضادة، وتتبنّى استراتيجية التأثير المعنوي وتضييع الثوابت وتغيير الحقائق لتغيير السلوك الفردي والجماعي ونمط التفكير دون أن تعلن عن نفسها ودون أن يكون لها عنوان واضح مرئي أو تأثير مكشوف جلي بحيث تنخرط هذه العصافير المغرّدة بكلّ الأحزاب والتيّارات والصحف، غايتها إجهاد العدو معنويًا وتفكيك عناصر وحدته بتغييرات نفسية يمكن أن تمتدّ على مدى متوسّط أو بعيد.
زاد من نشاطه في العمل، والتزامه به. وفي أحد الأيام، أخبره نديم أنّ الموظّف المسؤول في العلاقات العامّة، قد قرُب موعد تقاعده، وأنّ الشركة بصدد البحثِ عن بديلٍ له.
اِنتقلت للإقامة في منزلها الجديد. اِعتادت أن تمرّ على والدتها كلّ يوم بعد الانتهاء من عملها، وكان ربيع يرافقها بعض الأحيان. ومساءً تعود إلى المنزل، وتتناول طعام العشاء، وتجلس قليلًا مع حماتها، ثمّ تأوي إلى غرفتها، أو تذهب في سهرة مع زوجها.
تباحث زياد مع مهى حول ما إذا كان من الضروريّ أن يخبر عماد بقرار ميرا الزواج من ربيع. صعُبَ عليه الأمر كثيرًا، فهو يدرك مدى التأثير القويّ الذي سيتركه هذا الخبر في نفسه.
أشرفت على منزله القائم على تلّة بيت مري، التي تبعد عن بيروت دقائق معدودة، فمن أحد المفارق البعيدة دلّها عليه.
استمرّ في الاتّصال بميرا لأيامٍ طويلة بحجّة السؤال عن والدتها. غير أنّ مكالماته بدأت تأخذ منحى آخر، إلى أمورٍ شخصيّة، في محاولة منه للتّقرّب إليها بشكلٍ أكبر. وأدركت ميرا محاولاته، فما استطاعت أن تتنصّل منه للياقته ووقوفه إلى جانبها، كما لم تستطع أن تُجاريه إلى ما كان يشتهي، فهي قد ودّعت بالأمس والدها، وقبل الأمس ودّعت عماد.
بداية الجائحة-المأساة التي تغلغلت في مشارق الأرض ومغاربها كان جوزف الصايغ في باريس. حدّثني عن رغبته الجامحة بقضاء الصيف في زحله كما فعل دومًا.
مضت ليلى في أيّامها، ترافع في المحاكم، وتتابع تطوّرات الحراك الشعبي. تلتقي مهى صديقتها وخازنة أسرارها، فهي دائمًا تفضي إليها بمكنونات نفسها.
ودّع والدته وشقيقتيه وداعًا مؤثّرًا، ذكّره بانفعالاته الجيّاشة يوم وداع والده الأخير. وأقلّه زياد إلى المطار ورافقتهما مهى.