الحراك المدنيّ، إلى أين؟

الحراك المدنيّ، إلى أين؟

كما لو أنّنا من جديد على موعد مع التاريخ. كنتُ في الأشهر الأخيرة على موعد مع قلمي. حاولتُ أن أستوحي من أفكاري وتجارب عمري خطّة طريق لاسترداد الجمهوريّة المدنيّة التي سُبِيت يوم ولادتها، عندما استبدلها الطبيب الفرنسيّ المُولّد بشبه دولة هجينة، تحمل في بنيتها الجينات الطائفيّة المعطِّلة لأدائها ونموّها.

د. نزار يونس المزيد
لا بد من جراحة فكرية عميقة لكي يعود الإسلام

لا بد من جراحة فكرية عميقة لكي يعود الإسلام

في الخمسينيات التقى في حديقة منزل المحامي اللبناني رامز شوقي في البسطا، عبد الرزاق السنهوري (واضع القوانين المدنية لإثنتي عشرة دولة عربية) وصبحي المحمصاني، وجلست على طرف اللقاء أستمع وكنت فتى. استمعت الى الثلاثة يتحدثون عن التحديات التي تواجه الإسلام ومناقشتهم الإسلامية الطويلة والعميقة التي خلصوا فيها الى أن الإسلام دين الحرية الذي يجيز كل الأمور، الا ما ورد نص على تحريمه، وليس دين المحرّمات التي لا تجوز، الا اذا ورد نص على اجازته، لأن هذا الإسلام هو خطر على الإسلام.

المحامي عبد الحميد الأحدب المزيد
نزار يونس: تسويات مؤقتة حروب متتالية

نزار يونس: تسويات مؤقتة حروب متتالية

بالرغم من تجاور وتداخل بلدتينا جغرافياً وسكانياً، لم أعرف الدكتور نزار يونس إلا في نهاية السبعينات. أذكر ذلك لأشير أن هذا التعارف خسر فترة الخصوبة السياسية التي سبقته، وعصفت بمناطقنا بسرعة الريح، وافدة من العاصمة مع نشاط الحركة الطلابية ونهوض الجامعة اللبنانية والتنافس الديمقراطي بين كل التيارات والأحزاب. التقينا في نهاية السبعينات وكانت الحرب الأهلية قد هجرت بعضنا، وأصبحت على مشارف الإطاحة الكاملة بالوحدة الداخلية ببعديها الوطني والاجتماعي. كان شيئاً أقوى من لقاء في العاصمة بين اثنين من بيئة ريفية واحدة جمعهما وجع الحرب المدمرة نفسياً وأخلاقياً. كان تقاطعاً فكرياً مدفوعاً بأسئلة كبيرة حول المصير الوطني العام. وعلي أن أعترف أن الدكتور نزار يونس كان أكثر إبداعاً في طرح الأسئلة وتقديم الأجوبة عليها، لأنه كان مستقلاً وكنت ملتزماً.

رفيق أبي يونس المزيد
الانتخابات البلدية، حاجة مُلِحة لا خَيار

الانتخابات البلدية، حاجة مُلِحة لا خَيار

أشهُر قليلة تفصِلُنا عن موعد جديد للقاء صوت المواطن وصندوق الاقتراع الذي اشتاق للديموقراطية بعدما سلبته إياها التسويات السياسية الداخلية منذ أيار ال2010. هذا الموعد مع الديموقراطية مُعَرَّض للاغتيال على يد طبقة سياسية لا تعي تقديم مصلحة بناء الدولة على مصالحها الشخصية، فتربط دائمًا الحاجة الوطنية بالمكاسب الحزبية التي يمكن تحقيقها عند كل تسوية للأمور اللبنانية الداخلية. لماذا هذه المصطلحات القاسية تجاه السُلطة السياسية اليوم؟ وما علاقة اغتيال الديموقراطية بالانتخابات البلدية؟

د. زكريا حمودان المزيد
ما هو شكل دولة لبنان الفدرالية؟

ما هو شكل دولة لبنان الفدرالية؟

أتت سنوات الصراع الدموية على لبنان لترفع من منسوب الشرخ الداخلي بين أبناء البيت الواحد، الأمر الذي دفع ببعض اللبنانيين في تلك الحقبة إلى الخروج بالكثير من الطروحات التي تتناسب وحقبة الإنشراخ العريض الذي أحدثته تلك الحرب العبثية. ولكن الجدير بالذكر بأنَّ جميع هذه الطروحات لم تكن يومًا جدية حتى يومنا هذا، حتى في عزِّ الإنقسام لم يكن هناك أي مطلب سياسي حقيقي لتقسيم لبنان، وكانت طروحات التقسيم محصورة على مستوى المحازبين أو المفكرين السياسيين ليس أكثر. كذلك يجب التذكير بأنَّ الرئيس بشير جميِّل أتى رئيسًا لكل اللبنانيين، ولم يذكر يومًا بأنه مع التقسيم أو تجزيئ الوطن بقعًا طائفية، فهو الحريص على كل مسيحي لبناني من أقصى الوطن إلى أقصاه، كيف له أن يطلب ذلك!

د. زكريا حمودان المزيد
الدولة والهُويّة والأمان الوهمي

الدولة والهُويّة والأمان الوهمي

ليس موضوع الدولة ودورها بجديد في الكتابات والمناقشات السياسية والفكرية العربية. ثمّة مؤلّفات عديدة تناولت هذه المسألة من أوجهٍ مختلفة، لمفكّرين وكتّاب عرب في المشرق والمغرب، على حدٍّ سواء. وحذَّر بعضهم، مبكراً، من المآلات التي بلغناها اليوم، بعد التحوّلات في البلدان العربية منذ العام 2011، التي أعادت إبراز دور الدولة المركزي في وحدة كلّ بلد عربي طالته التغييرات، بنسبة من النسب.

د. حسن مدن المزيد
حلم العودة بلبنان ''حقيقة''

حلم العودة بلبنان ''حقيقة''

إلى متى سيبقى المواطن اللبناني ينظر إلى الخارج من نافذة الأحلام التي توقظه كل صباح على واقع من الآلام؟؟؟ إلى متى ستبقى جامعاتنا ومدارسنا تُصَدِّرُ العقول إلى الخارج حيث يبرعون ويحققون أفضل النتائج؟؟؟ إلى متى ستبقى الأحياء البسيطة تُسرِّبُ عددًا كبيرًا من القاصرين بدون أن تعطيهم حقهم الشرعي بالتعلُم للدخول معترك الحياة من حيث يجب؟؟؟ إلى متى تبقى مشاريع الخارج وزبانيتهم في الداخل يلعبون بالوطن حسبما تقتضي التسوية اليمنية أو السورية أو الفلسطينية؟؟؟ إلى متى يبقى حلم العودة بلبنان

د. زكريا حمودان المزيد
معالِمُ نهضةٍ متجدّدة

معالِمُ نهضةٍ متجدّدة

العربيّةُ أمانةُ لبنانَ، حَفِظَها من الإِعجامِ وردّ عنها غائلةَ الأيّام. وديعةً تسلّمها، صاغَها، نَحتَها، صَقَـلَها مفرداتٍ، زانَها قواعِدَ، لاعبَها، ''دريرةً كخُذروفِ الوليدِ''، وما برحت تراقَصُ على حدِّ ريشتِه، بينَ ''الجبل المُلهَمِ'' والشاطئِ الحالم. ثم ها هو، في بَدْعِ ثُقاةٍ، يبنيها ''أسلوبيّة''! من عهودٍ قصيّةٍ راودَتْــني، هوىً أوّلَ، أدمَــنْــــتُــها سَمْعاً وقراءةً، فلا غَروى أَنْ أَحْبَبْتُ كتابَ مهى الخوري نصّار، مترسّمةً دروبَ معلّمينَ هُداةٍ، تأتَـــمُّ بهم الثقافةُ، ما دارَتْ مطابِعُ أو دَرَّتْ محابر!

معالي الأستاذ ادمـــــون رزق المزيد
عمّي بولس: التجربةُ والقُدوة

عمّي بولس: التجربةُ والقُدوة

يوم اصطحبني والدي لزيارة صديقه القاضي الشاعر بولس سلامه، مطلعَ خمسينات القرن الماضي، لم أكن أتصوّر أن ألقى رجلاً مُقعداً، أثْــخَــنَـتْـهُ مباضعُ الجَـرّاحين، على هذا القَدْرِ من العظمة، وقوّةِ الشخصية. فقد أدهشني صبرُه واحتمالُه الألم، يملأُ ليالي الأرَقِ بالقراءةِ والكتابة، ينظُمُ المطوَّلاتِ ويقارعُ الملاحم...

بخصوص المؤرّخين وكتابة التاريخ

بخصوص المؤرّخين وكتابة التاريخ

قضايا عدّة يثيرها موضوع كتابة التاريخ. فقد لاحظ البعض تحوّل التاريخ إلى ساحة معركة حامية تُدار فيها أشرس الحروب الثقافية التي عادةً ما يقف في صفوفها الأولى المؤرّخون، باعتبارهم صنّاع التاريخ. كما نبّه كثرٌ إلى التوظيف الإيديولوجي للتاريخ، بحكم أنّ غاياته تتعدّد وتتنوّع باختلاف أهداف المشتغلين عليه. فما هو سرّ خطورة كتابة التاريخ؟ وأين هي الموضوعية في هذه الكتابة؟

د. عبد العظيم محمود حنفي المزيد