بُورِكَت سُلْطة الكلمة، تَـهدُمُ العُروش بأَقسى من كُلّ سُلْطة
أَبعد من كتاب الصحافي الأَميركي مايكل وُوْلف
أَبعد من كتاب الصحافي الأَميركي مايكل وُوْلف
قد لا يكون الكثيرون موافقين على قولة دوستويـﭭـسكي إِنّ
في غَمرة العيد، والناس مغمورون بالعيد، وينتظرون صيحة الفرح بحلول العام الجديد، يذهب تفكيري إِلى النسيان البعيد.
ساعاتٌ قليلة بعد، وتنطفئُ شمعتُها الأَخيرة. فما الذي يَـجدر في البقية الباقية منها حتى انتصاف ليل الغد؟ في العادة، قبل إِطلالة الصفحة الأُولى من السنة الجديدة، أَن نُــقَــلِّـب صفحات السنة التي تَغرُب، مستعيدين ما فيها، كي تُشْرقَ السنةُ الجديدة على بَـياض النيّة ونَصاعة العزم ونَسْـج الحلم المتوهّج في البال.
يتوغَّل الإِنسانُ في العمر، عامًا بعد عامٍ، عابرًا ربيعًا فخريفًا فشتاءَ حياة، حتى إِذا اقتربت سنتُه الحالية من غُروبها، شعَر بالغياب مُقْبلًا إِليه، وأَخذ يَقلق كلما أَحسَّ بِأَلَـمٍ، أَو اعتراهُ وهْنٌ، أَو تراءَت في وجهه ثَنايا تجاعيد.
منّ الله عليّ بعمر جازته باكرًا تجارب كثيرة، واختبارات حياتيّة وداخليّة عديدة. فذقتُ ما ذقت، وتعرّفت إلى ما تعرّفت إليه. فاستخلصت أنّ الإيمان أقوى فعلًا من فِرَق العسكر، والصلاة أكثر تأثيرًا، في مسيرة الحياة ومساراتها، من قرارات السلاطين ومؤامرات الظلاميّين.
فوجئنا، كمسيحيّين، بما حصل في عين الرمانة في 13 نيسان 1975، وبما رافقه فورًا في الأربع والعشرين ساعة التي تلته، من كثافة بالنيران راحت تنهمر على بيروت الشرقيّة. وبدا كلّ شيء وكأنّه معدّ سلفًا لهذه اللحظة. ومن المعروف أنّ المقاومين المسيحيّين واجهوا الحدث، بادئ ذي بدء، في عين الرمانة وما جاورها، بأسلحة صيد عاديّة.
كان المعتز بن المتوكل الخليفة العباسي جميل الشخص حسن الصورة ولم يكن بسيرته ورأيه وعقله بأس. إلا ان المرتزقة كانوا منذ المتوكل قد استولوا على المملكة واستضعفوا الخلفاء فكان الخليفة في يدهم كالاسير. ان شاءوا ابقوه وان شاءوا خلعوه وان شاءوا قتلوه. ولما حضر المنجمون سألوهم: انظروا كم سيعيش وكم سيملك. فأجاب أحد الظرفاء: بقدر ما أراد المرتزقة فضحك كل من في المجلس.
يَهجُرُونها وهي تحتضنُهم. يهاجرون منها إِلى هُويات أُخرى، وهي التي تعطيهم الـهُوية. يَـخُونُونها تَـبَاهيًا بسواها، ولا يدرون أَنهم باقون عند باب السوى، لا أُمُّه ترضاهم أَولادها، ولا هم يرضَون العودة إِلى أُمِّهم التي خرجوا منها، وعن جذورهم فيها، شاردين إِلى موانئَ أُخرى، فإِذا هُم في واحة وهمية لا هم يُتقنون الانتماء إِليها ولا هي ترضاهم في كيانها.
يبدو أنّ كلمة