كتاب ميشال ثابت الجديد: المقاومة العلمية في وجه الانحدار
الانطباع الأول لمن يتسنّى له أن يضع بين يديه مؤلَّف البروفسور ميشال ثابت عن مهنة الموظف في فرنسا ولبنان، هو أن لبنان لا يزال بخير.
الانطباع الأول لمن يتسنّى له أن يضع بين يديه مؤلَّف البروفسور ميشال ثابت عن مهنة الموظف في فرنسا ولبنان، هو أن لبنان لا يزال بخير.
بين الحين والآخر نخرج من الزمان، أو يبدو لنا الأمر كذلك، إذ نحتفل بأعيادنا الدينية والمدنية والعائلية والمهنية والشخصية.
كان لبنان المبادرُ الأول. ذلك هو دوره وتلك كانت دعوته. وربما كان ذلك ذنبُهُ. إنه صاحب أعرق تجربة انتخابية في الشرق وأول من مارسها حتى في الزمن العثماني أيام المتصرّفية قبل التحوّل إلى الانتداب بالممارسة المختلطة في المجتمع المختلط الذي نشأ ونما قبل ذلك بأكثر من قرنَين.
عشية الانتخابات والترشيحات يُلاحظ غياب البرامج الانتخابية التي يجب أن تقوم على مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية.
إِذا كانت لي في الإِقليم الثقافي معلوماتٌ واسعة، فلي مجهولاتٌ واسعة في القطاع السياسي لا تُتيحُ لي قراءَةَ الخلفياتِ المُثيرةِ المُسبِّباتِ والنتائجَ بين الضحيَّة والجلَّاد في الحرب المدمِّرة بين روسيا وأُوكرانيا.
من مظاهر المرحلة الراهنة أن اللبنانيين لم يستوعبوا بعد عمق التحوّل في حياتهم الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الانهيار الكبير الذي أصاب البلد، ونجم عن عقودٍ من فساد الحكم وفقدان الرؤيا وسوء الإدارة.
الخريف ليس هذا حاله مع رجال مثل الأب مارون عطاالله. الرجل الذي يمضي سنواته متنقّلًا بين المناطق والبلدان، يتصرّف كأنه ابن الأرض حيث يقف وحيث يأكل وحيث ينام.
لم يكن مفاجئًا ما قرأْتُهُ أَمس السبت، على الصفحة الأَخيرة من «النهار»، أَنَّ لبنان حلَّ في مرتبة «أَتعسُ بلدٍ في العالم»، قبالةَ فنلندا التي، تَوَاليًا للسنة الخامسة، حلَّت في مرتبة «أَسعد بلد في العالم».
كان لنا نحن اللبنانيين حسابٌ قديمٌ في أوكرانيا، نَسِيَه الجميع ماضيًا وحاضرًا. ذكّرَنا به ذات يوم من شهر آذار عام ١٩٩٦ رابع رئيس وزراء أوكرانيا آنذاك المنفصلة حديثًا عن الاتّحاد السوفياتي عام ١٩٩١ واسمه يفين مارشوك، وذلك أثـناء زيارة أول مسؤول لبناني لتلك الدولة المستقلّة حديثًا وهو الرئيس رفيق الحريري.
يستعمل اللبنانيّون، ومن بينهم المسيحيّون، هذه الأيّام لُغةً فيها إحباط. يقولون لكَ إنّ الزمن تغيّر، وإنّ لبنان لم يعُدْ ذاك الـ