بالرغم من مرور ما يُقارب حوالي الثلاثين عامًا على انتهاء الحرب التي دارت رُحاها في لبنان بين ١٩٧٥و١٩٩٠، وبالرغم من توقيع وثيقة الوفاق الوطني في الطائف في أيلول ١٩٨٩، لا ينفك البعض، بين الفينة والأخرى، عن تناول بعض تفاصيل تلك الحرب، كاتفاق ١٧ أيّار، ولكن من باب الانتقائية والانتهازية ومن منطلق الغالب والمغلوب. كما يعمل هذا البعض على استغلال هذه المواضيع في البازارات السياسية الضيقة، كما على كيل الاتهامات في كلّ اتجاه مع توصيف شريحة كبيرة من اللبنانيين بالعملاء والخونة. أمام هذه المعضلة ارتأينا تناول العوامل الأساسية التي أدّت إلى اندلاع تلك الحرب بإسهاب، ومن ثم تحليل الظروف التي رافقت توقيع اتفاق ١٧ أيّار.