رثاء النائب علي عسيران للبطريرك نصر الله صفير
رحمك الله أيها الكاردينال البطريرك العظيم، سوف تُدفن بأعمالك في أعماق اللبنانيين وسيبقى ذكرك خالدًا.
رحمك الله أيها الكاردينال البطريرك العظيم، سوف تُدفن بأعمالك في أعماق اللبنانيين وسيبقى ذكرك خالدًا.
نادرًا ما لا يكون فائض التكريم ثقيلًا على الرأي العام اللبناني المحكوم هذه الأيام بمزاج الاتهام للسياسة والسياسيين، وذا حساسية مفرطة لجهة التشكيك بفضائل القيادات. غير أن عظمة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير كوّنت لها في أسبوع رحيله محطّة خاصة في الوجدان، فأحيَت فيه توقًا إلى دوره، على الرغم من إصابة الرأي العام اللبناني بالتلف.
لا البطريرك صفير مات، ولا الإمام الأوزاعي مات، ولا ابن عربي مات، كلّ هذه القامات الروحية الخلقية تبقى حيّة في قلوب الناس وتبقى قدوة ضد جحيم الشر الذي يجتاح لبنان هذه الأيام.
عندما شاع خبر مرض البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورحلته الأخيرة إلى المستشفى، كنت أقلّب صفحات كتابٍ ألّفته قبل ثلاثين سنة حول مجمع اللويزة الماروني، الذي انعقد سنة 1736.
كنت منهمكًا في إعداد مقالة شهر أيار عن ملفّ اللّاجئين السوريين، الذي تشتَّتَتْ مرجعيته وطغت عشوائية تناوله على خطورته، عندما هاتفني المعلّم حسن الرفاعي وقال لي بأسلوبه المحبّب الراقي:
هناك أشخاص، مهما كتبنا عنهم لا نستطيع إيفاءهم حقّهم، والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير يأتي في مقدّمتهم.
كان من جذور الأرض والتراب. إحتضن المئوية الأولى للبنان الكبير وغادر الأرض إلى التراب. كان يكفي التطلع إلى وجهه ليدرك محدثه وسامعه أنه قادمٌ من بعيد. من المكان الذي لا يصله إلّا أولئك الذين أدركوا سرّ لبنان. و كان ذلك هو سرّه الأكبر. ومكانه الأرفع.
لن أضيف الكثير إلى ما قيل وسيقال عن هذا الرجل التاريخي الاستثنائي... إنما سأشهد معه وله بمقدار ما عرفته وعايشته ورافقته في مواقفه. لقد أحببته واحترمته منذ عرفته مطرانًا يجهر بالحقّ ويحمل صليب المحرومين والمظلومين في هذا الوطن. وازداد حبّي واحترامي له من وقفته إلى جانب السيّد موسى الصدر ثم إلى جانب الشيخ محمد مهدي شمس الدين من أجل وطن الحرّية والعدالة والكرامة لجميع اللبنانيين
كتبت الصحافية إلهام فريحة على صفحة الأنوار الإلكترونية... تحدِّثون الناس صبحًا ومساءً بأنكم تريدون مكافحة الفساد، فعن أي مكافحة فساد تتحدَّثون؟