بالصور: القرنة السوداء والسقوف العالية
وسط الضجيج حول القرنة السوداء لا بدّ من قراءةٍ هادئة متأنية وعلمية لما تمثّله
وسط الضجيج حول القرنة السوداء لا بدّ من قراءةٍ هادئة متأنية وعلمية لما تمثّله
إن إقفال بعض المدارس الحكومية التي لا يتجاوز عدد تلامذتها عدد معلّميها قد طُرح على بساط البحث منذ أكثر من عشرين سنة، وكنتُ أحد الذين شاركوا في مناقشات الموضوع. وعند وصول الخبر إلى البعض، راح السياسيون يضغطون باتجاهٍ معاكس للحفاظ على هذه المدارس لأسبابٍ متعددة، أوّلها الأمنية التي عنوا بها أن بقاء المعلّمين في قراهم وبلداتهم هو عامل اطمئنان لهم بدل تنقّلهم خارج
حصلت في الأشهر الأخيرة أحداث وردّات فعل منفصلة عن بعضها البعض ظاهريًا إنما تشكّل فعليًا صورة متكاملة بأن ذاكرة اللبنانيين السلبية لا تزال موجودة بقوّةٍ في الوعي واللاوعي الجماعي.
هذه الأغنية خير دليل على معاناة الأب وتأففه عند العوز. ولكن هذا الأب الذي يعود إلى أيّام زمان، اليوم أصبح له شريكة في المعاناة، لم يعد وحده يتحمّل العوز المُلقى على عاتق البيت، اليوم أصبحت الأمّ نفسها (قاعدة ع نار)؛ تدفع، تعصّب، تعطي وأحيانًا كثيرة لا تأخذ. اليوم صار في (بابا) و(ماما).
إن كان يحصل أحيانًا احتكاك في مفاصل الآلة الدستورية، فمرد ذلك إلى الرجال الذين يريدون التحكّم بها، أكثر بكثير مما هو عائد إلى خلل في القِطَعِ التي تتألف منها الآلة. Léon Duguit
في ضوء السجال المحتدم ونحن على تخوم مئوية لبنان الكبير بموضوع السلطنة العثمانية كان لا بدّ لنا من مقاربة الموضوع بشكلٍ موضوعي وعلمي خارج إطار العواطف التي تتميّز به شعوبنا.
من المستغرب جدًا أن تقوم خارجية دولة تركيا الحديثة بالدفاع الشرس عن تاريخ السلطنة العثمانية ومهاجمة الرئيس اللبناني كون علاقة تركيا الحالية بالسلطنة العثمانية هي نفس علاقة لبنان الحالي بهذه السلطنة إذ أن كلا البلدين كانا جزءًا لا يتجزأ من هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف.
جمال باشا السفّاح، الكردي الأصل، العثماني الهوى، لم يكن قائدًا عثمانيًا عاديًا، بل له سجلّ إجرامي طويل ومخيف، كما في المذابح المرتكبة بحق الأرمن قبل الحرب العالمية الأولى، وهو صاحب طموح واسع لتسلّم القيادة العثمانية العسكرية منفردًا، لعله ذات يوم سيصبح السلطان الجديد، أو على الأقل يؤسّس لمشروعه الخاص والمعقّد!
أكتب شهادة من بلاد البترون بالامام المغيّب السيّد موسى الصدر، وكان زارها للمرة الأولى قبل قرابة نصف قرن وترك لدى أهلها أطيب أثر.
ورد في رِوَايَةُ الْأَدِيبِ الرُّوسِيِّ دُسْتُويِفِسْكِي «الْمُفَتِّشُ الْأَكْبَرُ» «Der Großinquisitor» الَّتِي تَخَيَّلَ فِيهَا عَوْدَةَ الْمَسِيحِ إِلَى الْحَيَاةِ، وَذَهَابَهُ لِزِيَارَةِ الْفَاتِيكَانِ، لِيَرَى مَا فَعَلَهُ أَتْبَاعُهُ بِدِيَانَتِهِ. لَكِنَّهُ فُوجِئَ بِبُرُودِ الْكَرَادِلَةِ، وَفَظَاظَةِ الْقَسَاوِسَةِ، حَيْثُ قَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: «لِمَاذَا تَجِيءُ الْيَوْمَ لِتُعَرْقِلَ عَمَلَنَا؟ أَأَنْتَ هُوَ حَقًّا، أَمْ أَنْتَ طَيْفُهُ؟ لَا فَرْقَ، لِأَنَّنِي سَأَحْكُمُ عَلَيْكَ بِالْإِعْدَامِ، وَسَآمُرُ بِإِحْرَاقِكَ كَمَا يُحْرَقُ أَسْوَأُ الزَّنَادِقَةِ»!