الشخصانيّة السياسيّة هلاكُ المجتمع اللبنانيّ
أعجبُ كلَّ العجب من هؤلاء اللبنانيّين الذين ما زالوا ينتظرون من زعماء طوائفهم إصلاحَ الأوضاع الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والتربويّة والبيئيّة. ويبدو لي أنّ الذهنيّة اللبنانيّة ما انفكّت أسيرة عبادة الزعماء، شأنها في ذلك شأن الذهنيّات البطريركيّة القديمة التي أثبتت الحداثةُ الفكريّة أنّها عادت لا تلائم مبدأ الحرّيّة الفرديّة الذاتيّة. جميع القوميّات والأيديولوجيّات الإقصائيّة الاحترابيّة تستميت في اختراع صورةٍ بهيّة للزعيم القائد تستنهض بها عزائم الناس للإطباق على وعيهم، والانقضاض على ضميرهم، والإجهاز على حرّيّتهم.