ظاهرة غير عادية من مواطنين عاديين
المرءُ يُدعى خارقًا، إذا أنجز أعمالًا خارقة. وعلى هذا، مثلًا، يُعَدُّ من الخارقين أرسطو ونيوتن وأديسون وماركوني وبيل غيتس، وتوم جوبز، وأينشتاين، ومدام كوري، وكذلك شكسبير والمتنبي وسواهم، لأنهم قدّموا للإنسانية أعمالًا خارقة من معطيات بسيطة.
مأتم جمهورية
إنها الجمهورية الثانية، وعدت أمها الجمهورية الأولى أن تزورها في السنة مرةًّ، زارتها في مدفنها وأحضرت معها فكر ميشال شيحا وشارل مالك بدل الورود، الماء والقمح كما جرت العادة عندنا نحن للبنانيين عندما نزور موتانا. لم يكن معها معطفٌ يرد الجليد الذي سكنها، بل كان لديها جرابٌ مليئٌ بالشفقة على الشعب المسكين الجائع الضائع. ككلّ القبور في الجمهوريات المجاورة نبتت على حاشية القبر الأعشاب الطفيلية التي غطّت أهوال الحرب الأهلية، تجمّعت الفضلات البلاستيكية التي حملتها رياح إهمال المسؤولين.
التأخّر عن اجراء الاستشارات يشكل مخالفة واضحة للدستور
وضع الدستور على عاتق رئيس الجمهورية موجب إجراء استشارات نيابية ملزمة، وذلك في
التكامل بين انتصار الثورة، وصمود الدولة، مدخل أكيد للحل!
الثورة أساسًا هي ثروة الشعوب! وتوقها إلى الأمل والحرّية والديموقراطية والنجاح! هي النبض الذي يجدّد مسار الدم في جسد الوطن، فينتفض وينتعش ويتألّق! وللثورة مهما كان حجمها أو مساحة الوطن الذي تجسّدت فيه، من الثورة الفرنسية، مرورًا بالثورة البولشفية، وصولًا إلى زمننا، زمن الثورات بامتياز، لهذه الثورة بعدان: بعد داخلي تفرضه الحاجة الملّحة للتغيير والإصلاح وضرورة تحسين مسار الدولة وتطوير علاقتها بالمجتمع، وبعد خارجي تعجز كلّ الثورات عن تخطّيه، إلّا أن نجاح الثورة يكون في إيجاد حلول استثنائية للمسائل الداخلية المترابطة، وخلق المسافة الكافية بعيدًا عن المصالح الدولية المعقّدة. إنه لإنجاز كبير يحول الثورة من طموح إلى انتصار!
أشباح في مرجعيون
السلطة في لبنان تستمد شرعيتها من جمهور المؤمنين بها، أي جمهور مَن اقترع مِن اللبنانيين في الانتخابات النيابية، وأفرز مجلس نواب يناط به، إلى جانب دوره التشريعي، تسمية رئيس للحكومة اللبنانية وإعطاء الثقة للحكومة أي عمليًا تشكيل السلطة التنفيذية.
أين ريمون إدّه؟
الثورة التي تعمّ لبنان بكامله والتي هي الأولى في تاريخ لبنان ليس لها قائد ولا قادة، وهذا سرّ قوّتها وسرّ ضعفها!
الباقي من لبنان شعبه
وارتفعت الأصوات المعارضة، ولكن الأسعار ارتفعت أكثر وامتلأت الأسواق بالسلع المستوردة، استهلاكية وكمالية، وتحدّث المرهقون عن طبقة جديدة من أصحاب الملايين، كالوباء، يعرف بآثاره وعواقبه ولا ترى مكروباته بالعين المجرّدة. وإذا بالسماء تمطر دهشة أنست كلّ ذي همٍّ همّه.
مغادرة الكراسي محفوظة للكبار
الحبر سبق الدماء في تاريخ الشعوب، وبخاصة عندما كان وحده وسيلة الغضب. فالدماء تأتي فيما بعد، عندما لا يحسن من بيدهم القرار أن يقرؤوا ويفتحوا أعينهم وبصائرهم. حدث ذلك في كلّ الأمكنة والأزمنة دون استثناء.