التأخّر عن اجراء الاستشارات يشكل مخالفة واضحة للدستور
وضع الدستور على عاتق رئيس الجمهورية موجب إجراء استشارات نيابية ملزمة، وذلك في
وضع الدستور على عاتق رئيس الجمهورية موجب إجراء استشارات نيابية ملزمة، وذلك في
الثورة أساسًا هي ثروة الشعوب! وتوقها إلى الأمل والحرّية والديموقراطية والنجاح! هي النبض الذي يجدّد مسار الدم في جسد الوطن، فينتفض وينتعش ويتألّق! وللثورة مهما كان حجمها أو مساحة الوطن الذي تجسّدت فيه، من الثورة الفرنسية، مرورًا بالثورة البولشفية، وصولًا إلى زمننا، زمن الثورات بامتياز، لهذه الثورة بعدان: بعد داخلي تفرضه الحاجة الملّحة للتغيير والإصلاح وضرورة تحسين مسار الدولة وتطوير علاقتها بالمجتمع، وبعد خارجي تعجز كلّ الثورات عن تخطّيه، إلّا أن نجاح الثورة يكون في إيجاد حلول استثنائية للمسائل الداخلية المترابطة، وخلق المسافة الكافية بعيدًا عن المصالح الدولية المعقّدة. إنه لإنجاز كبير يحول الثورة من طموح إلى انتصار!
السلطة في لبنان تستمد شرعيتها من جمهور المؤمنين بها، أي جمهور مَن اقترع مِن اللبنانيين في الانتخابات النيابية، وأفرز مجلس نواب يناط به، إلى جانب دوره التشريعي، تسمية رئيس للحكومة اللبنانية وإعطاء الثقة للحكومة أي عمليًا تشكيل السلطة التنفيذية.
الثورة التي تعمّ لبنان بكامله والتي هي الأولى في تاريخ لبنان ليس لها قائد ولا قادة، وهذا سرّ قوّتها وسرّ ضعفها!
وارتفعت الأصوات المعارضة، ولكن الأسعار ارتفعت أكثر وامتلأت الأسواق بالسلع المستوردة، استهلاكية وكمالية، وتحدّث المرهقون عن طبقة جديدة من أصحاب الملايين، كالوباء، يعرف بآثاره وعواقبه ولا ترى مكروباته بالعين المجرّدة. وإذا بالسماء تمطر دهشة أنست كلّ ذي همٍّ همّه.
الحبر سبق الدماء في تاريخ الشعوب، وبخاصة عندما كان وحده وسيلة الغضب. فالدماء تأتي فيما بعد، عندما لا يحسن من بيدهم القرار أن يقرؤوا ويفتحوا أعينهم وبصائرهم. حدث ذلك في كلّ الأمكنة والأزمنة دون استثناء.
بعد جلاء العثمانيين عن الشرق تبارت ثلاث مدارس سياسية لتبوء الريادة في قيادة شعوب المنطقة: المدرسة الليبرالية، المدرسة العربية والمدرسة الإسلامية إلى جانب المدارس القومية ذات البعد المحلّي.
يبدو لي أنّ المشهد اللبنانيّ تكتنفه الظلماتُ القاتمة لشدّة التناقضات التي تتجاذبه. فالسلطة السياسيّة مصرّةٌ على الاحتفاظ بقسطٍ وازنٍ من نفوذها في الحكومة، والثورة الشعبيّة مصرّةٌ على مطالبها في التغيير الجذريّ الفوريّ، لاسيّما في السلطة التنفيذيّة. إذا استمرّ الوضع على هذا التوتّر، فإنّ الشلل سيصيب البنيان اللبنانيّ بأسره.
خواطري ليست جميلة هذه المرّة! هي فعلًا موجعة كسابقاتها، أحاول صياغة الخواطر الجميلة هي دائمًا غائبة عن فكري، هكذا يقول لي أصدقائي، ربما لأني غير موهوب وهكذا تأكّد لنفسي مرارًا وتكرارًا. ربما يستعصي عليَ الألم الذي مرَ في الحياة، هكذا بدت لي جميع الخواطر التي لم أكتبها، ستقرأون هذه الخواطر ستصفّقون أو تبصقون، الخيار لكم ولي طبعًا حق الردّ ثناءً على الثناء وثناءً على البصقة. لكنني أرجوكم أن تقفوا ولو لخمس دقائق أكثر قليلًا أو أقل قليلًا قراءةً وتفكيرًا.
أفرجت الانتخاباتُ النيابيّة الأخيرة عن نشوء سلطة تشريعيّة وتنفيذيّة، واستولدت الثورةُ الشعبيّة مرجعيّةً معنويّة تقتصر ظهوراتُها حتّى الآن على تعبير مطلبيّ متنوّع الدلالات. نحن إذًا تتنازعنا في هذه الثورة شرعيّتان، دستوريّة وشعبيّة، تسعى كلٌّ منهما إلى توطيد دعائمها، وترسيخ أحقّيّتها، وتدعيم رؤيتها.