الكبار تلك العملة النادرة
لم يعد الوقت للأسى بل للغضب. غَضِبَ الناس على مرّ التاريخ، فأسقطوا عروش اللاهين وكراسي العجزة. فكيف انحدر لبنان مع مسؤوليه إلى هذا المستوى، فأصبحوا لا يخجلون حتى من إعلان عجزهم باسم الشفافية البلهاء.
لم يعد الوقت للأسى بل للغضب. غَضِبَ الناس على مرّ التاريخ، فأسقطوا عروش اللاهين وكراسي العجزة. فكيف انحدر لبنان مع مسؤوليه إلى هذا المستوى، فأصبحوا لا يخجلون حتى من إعلان عجزهم باسم الشفافية البلهاء.
قضيت وقتًا مميّزًا مع النقيب عصام كرم في الرابطة المارونية حيث تعرّفت عليه عن كثب. كنت استمتع بسرده لتفاصيل وقائع تاريخية مثيرة لاسيّما لجهة كيفية نشوء لبنان الكبير وعلاقة البطريرك الماروني في حينه بفرنسا. كانت ثقافته واسعة في التاريخَين العربي والإسلامي من جهة وفي التاريخ الفرنسي من جهة أخرى.
سهرةٌ لطيفة في منزل الدكتور إميل يعقوب، جمعَتْني بعزيزين جدَّا إلى قلبي هما النائب سليم سعادة ووزير الأشغال الدكتور ميشال نجّار، وفيها دار حديث طويل بدأتُه بالاستفسار عن صحّة النائب الذي رشقَتْه كفٌّ صماء بحجرٍ أصمَّ وشمه بجرحٍ غائرٍ ظاهرٍ فوقَ قوسِ البَصَر، وأما نفسه فظلَّت صافيةَ البصيرةِ خاليةً من أي أثرٍ لذلك الاعتداء.
ان الدافع الى كتابة دراستي هذه، الدراسة التي ستصبح لاحقا كتابا بنفس الموضوع، ظهر وأعلنت عنه منذ بداية العام 2019.
أمام التحرّكات الشعبية المطالبة بمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، كثر هم المشترعين والقانونيين الذين يعتبرون أن القانون الوضعي اللبناني الحالي لا يزال غير كافٍ لملاحقة السياسيين والموظّفين العامين المتورطين في جرائم الفساد نظرًا لما يتضمّنه من نصوص وقوانين، خصوصًا وإنه من الضروري العمل على وضع قوانين جديدة من أجل ملء الثغرات القانونية التي تشكّل عائقًا جديًا أمام إمكانية محاسبة الفاسدين.
إذا أردنا تشخيص الحالة النفسية للطبقة الحاكمة لقلنا إنها تتمتّع بشخصيةٍ طفولية غير مكتملة تتسم بعدم النضوج. مثال على ذلك عندما تكتشف الأمّ أن ولدها قام بعملٍ طائش سيلقي الأخير فورًا التبعة على غيره. هذا ما يطلق عليه اسم الشخصية الطفولية غير المكتملة.
من يتحمّل مسؤولية الإفلاس ومصادرة أموال الناس هم «حرّاس المزرعة» الذين لم تستطع انتفاضة 17 أكتوبر أن تهزّ شعرة في رؤوسهم! دع عنك الكلام عن العقوبات الأميركية والانكفاء الخليجي عن المساعدة وأسبابًا أخرى يرمون بها الأزمة للتهرّب من المسؤولية.
خلق البرلمان في لبنان ليحصر الضجيج. أقيمت جدرانه العالية لضبط الأصوات العالية. لأنه لم يخلق للتشريع فقط كون مهمّته كانت منذ البدء ولا تزال أوسع من إقرار القوانين. تعالوا إلى هنا وقولوا كلمتكم. تعالوا إلى هنا وتقاتلوا بالكلمة، مهما علت نبرتها ومهما قست. لا بأس. فهو المحراب الذي يفترض أن يتّسع للجميع.
قراءة ديموغرافية شاملة، من متصرّفية جبل لبنان مرورًا بالحرب العالمية الأولى المدمّرة وصولًا إلى انبثاق لبنان الكبير، تحيّةً لشعب عظيم تحدّى كلّ الظروف، ليكون له وطن يليق بمواقفه الشجاعة وتضحياته الجبّارة وصموده التاريخيّ!
لطالما ارتكزت القوّة المسيحية السياسية في لبنان على ركيزةٍ ثلاثية: البطريركية المارونية، والحزب المسيحي القوي، ورئاسة الجمهورية؛ وعلى اتّفاق وتناغم هذه المواقع الثلاثة مع بعضها البعض. وكان من شأن حدوث أي خلل في العلاقة بين أيٍ من هذه المكوّنات، أن ينعكس اضطرابًا في البنية السياسية المسيحية، ويؤدي في معظم الأحيان إلى تراجعٍ وهزائم.