الإنسان الكورونيّ
أصابنا الكورونا في الصميم، في النخاع الشوكيّ، في عمق أعماق الكيان الإنسانيّ. فاجأنا بحلوله فينا على غير استئذان، فإذا بنا ننتقل من مقام الإنسان الكونيّ إلى مقام الإنسان الكورونيّ. قبل ذلك، كانت الإنسانيّة قد اختبرت تحوّلاتٍ شتّى في هويّة الإنسان، من الحيوانيّة الانتصابيّة إلى الحيوانيّة الكونيّة، مرورًا بالحيوانيّة الدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والدينيّة والأخلاقيّة والاقتصاديّة والآليّة الروبوتيّة. جميع هذه المقامات الإنسانيّة أضافت على وعي الإنسان تراكماتٍ متدافعة جعلته يختزن الكثير من المعاني. غير أنّ التحوّل الأخير الذي ألمّ بنا يجعلنا نسائل جميع مقامات الهويّة الإنسانيّة هذه.