إمام الرؤية والحكمة والعدالة
ماذا لو وقف كلّ رجل سياسة، ممن تعاقبوا على الحكم، أمام مرآة الذات وناجى نفسه بضميرٍ مهني ومسؤولية وشفافية، محلّلًا ما تمكّن من إنجازه خلال فترة ولايته النيابية وعمله السياسي...
ماذا لو وقف كلّ رجل سياسة، ممن تعاقبوا على الحكم، أمام مرآة الذات وناجى نفسه بضميرٍ مهني ومسؤولية وشفافية، محلّلًا ما تمكّن من إنجازه خلال فترة ولايته النيابية وعمله السياسي...
لطالما تحدّث الإنسان في سردياته وأدبياته عن الشر. بل لطالما تخيّل الإنسان الشر علويًا قادمًا من كوكبٍ بعيد أو من سماءٍ غاضبة ملّت تصرّفات وحماقات البشر. تفاجىء الإنسان الراهن بأن الشر لم يأتِ من فوق، بل من تحت، من العالم نفسه. لقد بدأ العالم بالتمرّد على قاطنيه، بدأ بحنث عهوده مع البشر.
لا، ليس بودّي أن أُذكّر بما نظمه الشاعر عبد الحسين عبدالله (أو موسى الزين شرارة)، في وزير الاقتصاد ذات حكومة، لأنّ فيه تحقيرًا، ولا أريد التحقير. ولكنّني اخترت هذا الصدر عنوانًا، وكفى…
إن جذور أفكار
ذلك اليوم، أثناء جنازة إحدى السيدات الإيطاليات التي قضت بالوباء العالمي، حضر إلى الكنيسة ليوناردو دافنشي، رافعًا في فناء الهيكل صورة الموناليزا بابتسامتها الحائرة التي عبرت الأجيال. وكان برفقته، في تلك الجنازة التي لم يحضرها سوى الكاهن، مايكل أنجلو ورفاييل وبوتشيللي وبيلليني، وبرنيني وعدد آخر ممن حجبتهم غيوم الزمان.
هل سيقبل اللبنانيون اقتطاع نصف جنى عمرهم المودع في المصارف لتغطية العجز الناجم عن سياسة الفساد خلال ثلاثين عامًا والتي نهبها الفاسدون في السلطة؟
يتعطّل العقلُ الإنسانيّ في وجوه شتّى. فإمّا أن يصيبه الشللُ البيولوجيّ، وإمّا أن تسيطر عليه أهواءُ الغرائز الأنانيّة الخبيثة، وإمّا أن يهيمن عليه التصلّبُ الإيديولوجيّ، وإمّا أن تروّضه الغيبيّاتُ المترجرجة والصوفيّاتُ الرخوة والوجدانيّاتُ الضبابيّة.
يجري تصوير التعميم الذي أفرج عن الودائع
لا نستطيع لأول مرّة في التاريخ أن نضحك على عزلتنا، على مهانة تعرّينا من غيريّتنا... من مدنيّتنا؛ فالأخ لا يستقبل أخاه، والأب جزعٌ من زيارة ابنه، طالما أنّ كلًّا منا مصاب محتمل إلى أن تثبت الأيام القادمة عكس ذلك. لا يقارَن انتشار الكورونا مع تفشّي الجدري أو الطاعون في القرون المنصرمة، لأنّ الكورونا معولَم، أمّا الأوبئة القديمة كانت تنتشر ببطءٍ زمنيّ، طوله بطول المسافة الفاصلة بين الأمم والشعوب.