بانتظار موسوليني
لبنان بلدٌ صغير ولكن له موقع، الأهمّ أنه جزيرة الحرّية، لهذا تهتمّ به الأوساط الدبلوماسية والصحفية والسياسية في العالم!
لبنان بلدٌ صغير ولكن له موقع، الأهمّ أنه جزيرة الحرّية، لهذا تهتمّ به الأوساط الدبلوماسية والصحفية والسياسية في العالم!
في حوارية الأَعمى لجُبران (غير منشورة في مؤَلّفاته، صدَرَت بإِنكليزيَّتها الأَصلية سنة 1982، أَنجزْتُ ترجمتَها وتَصدُر قريبًا)، تدور الأَحداثُ في ليلةٍ ثلجية عاصفة، فيقول المجنون في لحظةٍ رائية: مَن يُمكِنُه النَوم في ليلة ذُعر؟ مَن يَستريح بأَمانٍ بين فَكَّي بركان؟ مَن يُغمض عينَيه وعلى جفنَيه شوك
كشفت انتفاضة 17 تشرين الأول عن سقوط منظومة حكم متخلفة وعاجزة، واقتصاد هش ومتهاوٍ، وطبقة سياسية طائفية ومافياوية عاثت فساداً وهدرًا في كلّ المجالات، إلى أن أوصلت البلاد إلى حالة من الإفلاس والإفقار والسقوط لم يعرف لبنان مثيلاً لها في أحلك الظروف التي مرّ بها عبر تاريخه.
- بين نهاية الحرب العالمية الأولى، واستقلال لبنان الكبير في ٢٢ تشرين الثاني ١٩٤٣، ٢٥ عامًا تقريبًا. وبين إعلان لبنان الكبير، واستقلاله، ٢٣ عامًا تقريبًا. - بين استقلال لبنان الكبير، وحوادث ١٩٥٨ المؤسفة، ١٥ عامًا تقريبًا.
في البلدان الديمقراطية، يُؤتى بالحكومات على قدر ما تستحقّها الشعوب. ربما كانا جوزيف دو مسيتير وتوماس جيفرسون، وكلاهما من ملافنة السياسة في القرن الثامن عشر، يعلمان أن يقظة الشعوب وثقافتها واجتهادها باختيار طبقتها الحاكمة هو ركيزة انتظام الشأن العام، وبما يعود بالفائدة والازدهار على تلك الشعوب. بالمختصر، وبالعربي، نحصدُ ما نزرع.
منذ أَوَّل زمَن الحجْر، أُتابع على الشاشات الفرنسية برامجَ تسلويةً تثقيفيةً قوامُها أَسئلةٌ يجيب عنها مشتركون -حاضرون مباشرةً في الستوديو، أَو عن بُعدٍ من بيوتهم على منصَّاتٍ إِلكترونية مختلفة- وينالُ جوائزَ ماليةً أَو عينيةً مَن يُصيب الأَجوبةَ الصحيحة، كما في برنامج Personne n’y avait pensé، أَو Chiffres et Lettres، أَو Questions pour un champion أَو Slam وهو الأَشهر لاعتماده طريقةَ الكلمات المتقاطعة أَو لعبة السْكْرابل.
لدى عودتي هذا الأُسبوع إِلى ترجمتي القديمةِ رائعةَ أَندريه مالرو
اِعتمد لبنان منذ الاستقلال في العام 1943 نظام كونفدرالية الطوائف، كما يتبيّن من تكوين مجلس النواب والحكومة ووظائف الدولة برمّتها. لم تمنع
يحتفل لبنان في الأول من أيلول/سبتمبر من هذا العام بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. منذ ذلك التاريخ، لم يتّفق اللبنانيون على هويّة بلدهم وماهية وجوده ودوره.
أشارت الحكومة في وقتٍ سابق إلى أنها نجحت في إسقاط الانقلاب عليها الذي