رواية الفاسدين وحكاية لبنان
مساءَ الأَربعاء من هذا الأُسبوع، غابت المغنِّية والممثّلة الفرنسية جولييت غريكو عن 93 عامًا.
...بل نَيرونِيُّوهُ يَحترقون في جهنّم
في مقدِّمة كتاب العالَمُ الآخَر-مطهرُ القدّيس ﭘـاتريس (ﭘـاريس 1906) كتَب المؤَلِّف فيليـپ دوفابريس: قد يستغرب البعضُ اختياريَ موضوعًا يتناول قصصًا تَقَوِيةً قد تبدو ساذجة لكنها وثائقُ عن جذور أَساطيرَ قديمةٍ حول العالَـم الآخَر، وتَطوُّرِ فكرته على مَرّ الأَجيال، وما لحقَها من معتقدات الجحيم والمَطهر والفردوس، خصوصًا في العصور الوُسطى، وتأْثيرها على التقاليد الدينية، ودخولها الآثارَ الأَدبية، كظُهُورها في إِيطاليا مع رائعة دانْتِه الكوميديا الإِلهية وفي نصوصٍ إِسـﭙـانية قديمة.
مكانك راوح... وضع العصي في الدواليب مستمرّ
مكانك راوح. هذا ما هو عليه الوضع الراهن المتعلق بتشكيل الحكومة. مراوغة ومماطلة ووضع العصي في الدواليب، ناهيك عن تعنّت أصحاب القرار وتشبّثهم في مواقفهم، متناسين أنّ ذلك من شأنه أن يفاقم تداعيات الجمود السياسي الحاصل على الواقَعين الاقتصادي والاجتماعي المريرين الذين تمرّ بهما البلاد.
«مارونيَّة سياسيَّة» و«شيعيَّة سياسيَّة»
مع هذا، ولتسهيل المجادلة فحسب، نستعمل التعبيرين للدَّلالة على الحكم اللبنانيّ «المارونيّ» بين 1943 و1975، وعلى الحكم «الشيعيّ»، بمعنى صناعة القرار الأخير، جزئيًّا منذ اتّفاق الطائف في 1989، وخصوصًا منذ الانسحاب السوريّ في 2005، وبالأخصّ منذ رئاسة ميشال عون في 2016.
خطاب وداع الجمهورية الأولى
[...] بعض الدول العربية أوصدت في وجه الفارّين من ديارهم أبواب الرّحمة والالتجاء كما كان قد أوصد الفارّون أنفسهم على أنفسهم أبواب الكرامة والشرف، فانبرى لبنان، على ضيق رقعة أرضه وقلّة إمكاناته، متجاوزًا في ذلك كلّ اعتبار وتاركًا شأن العتاب ليوم الحساب، يستقبل الهاربين من ديارهم وينزلهم منازل الأهل في داره.
سَنَقْطَعُهُم من غُصُون الأَرز ونَرميهم في نار لبنان
في يومها الخمسين قلتُ أَعودُها، أَتفقَّد كيف تَستعيد وجهَها من تهشيم وأَجْراح.
الإيديولوجيا التوتاليتاريّة- الجزء الثاني
لا تقوم التوتاليتاريّة من دون الإيديولوجيا التي تعدّ مادة تصليبها ونشرها. و نعني بالإيديولوجيا، هنا، نظامًا معتقديًّا أو فكريًّا يبرّر الحكم والممارسة السياسيّة. بمعنى آخر، لا يمكن اعتبار كلّ نظام فكريّ إيديولوجيا، وبهذا لا تصبح النظريّة العلميّة إيديولوجيا ما لم ترتبط بعمل سياسيّ، وتبرّر لفرد أو جماعة الانخراط في السياسة باتّجاهاتها ومشكلاتها، وصناعة قراراتها، ومساندة هذا الحكم أو ذاك...
شرطُ العقد السياسيّ الجديد وصايةٌ أمميّة تأهيليّةٌ على لبنان
في مقالاتي السابقة، ذهبتُ إلى المطالبة بصوغ عقدٍ لبنانيّ سياسيّ جديد يتيح للّبنانيّين أن يصونوا وحدتهم في تدبّرٍ آخر لتنوّعهم الثقافيّ والاجتماعيّ الذي أضحى عاملًا ضاغطًا من عوامل الاصطراع الحادّ.
«الشعب يريد إسقاط النظام»
»الشعب يريد إسقاط النظام» جملة رفعها اللبنانيون الذين باتوا غير قادرين على العيش مع النظام السياسي الطائفي المتّبع في الدولة في ظلّ طائفية سياسية جعلت السلطات والمراكز بيد طوائف محدّدة، عدا عن الخطوط الحمراء والتدخّل الديني إذا ما استدعى القضاء أحدهم للمحاسبة.
الدولة المدنية: المطلب الخديعة في زمن الفواجع
لعل إيمانويل ماكرون بدا في بعض الضمائر كأنه واحدٌ من حملة مكانس التنظيف في الشوارع المهدّمة، مع الفارق أنه يريد تنظيفًا من نوع آخر، لم يبخل بإعلانه في السرّ وفي العلن، في ذلك الدور المستجدّ ولكن غير المستغرب من قبل اللبنانيين، والذي حمل الرئيس الفرنسي الشاب على الدخول في عمق المشكلة اللبنانية، وفي تفاصيلها التي كان يمكن وربما لا يزال ممكنًا أن تهدّد محاولته.
