نخبةٌ مقاوِمة للضحالة الثقافية
لاغتيال الثقافي له دائمًا وقع أكثر مفاجأةً من الاغتيال السياسي. أقصد اغتيال المثقّفين واغتيال السياسيين. ففجأةً يضيئ دمُ المثقّف على أهمّيةٍ ليست محسوبةً قبل الاغتيال تمامًا.
لاغتيال الثقافي له دائمًا وقع أكثر مفاجأةً من الاغتيال السياسي. أقصد اغتيال المثقّفين واغتيال السياسيين. ففجأةً يضيئ دمُ المثقّف على أهمّيةٍ ليست محسوبةً قبل الاغتيال تمامًا.
أكتب بقلقٍ مخلص شديد لخوفي على المسيحيين في لبنان وعلى دورهم وبكثيرٍ من الولاء للبنان أقول إن الخطر على المسيحيين هو خطر على لبنان، فلولا المسيحيين وتعايشهم مع المسلمين لما كان للبنان لا وجود ولا مبرّر للوجود. وميسحيو لبنان ليسوا مسيحيي الشرق ولا هم مرتبطون بمسيحيي العراق الذين هاجر مليون وربع المليون مسيحي منهم منذ أن نبتت الداعشية في العراق ولا مسيحيو السودان ولا مسيحيو سوريا.
تعمل الولايات المتّحدة على ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتكريس توطين الفلسطينين في ربوعه والعمل لتحضير الظروف الموضوعية للتطبيع بين بيروت وتل أبيب فما هي مواقف الشعوب اللبنانية من المسعى الأميركي.
كما حَشْرَجَ العطر في حلق الليمون الذبيح، حشرج الحبر في حلق القلم، فَنَحَّيْتُ مقالتي عن طرابلس المصابة، لأحدثكم عن ابنها وأخيها وعَلَمِها ورونقها، ووزيرها ونائبها وحديقتها الزاهرة التي تأدَّب اليباس عند حدودها.
لا أكتب تاريخ المدينة، على الرغم من أنّي ربيبُ مراحلها؛ فقد هلكت مني عقود في طريق جلجلة متناسلة الأزقة المعتمة، وبلغتُ أرذل العمر لأرى شعب طرابلس نهبًا
إنّه واقعٌ لا يُمكن نكرانه وهو تهافت أعدادٌ كبيرة من مواطني الدول النامية للحصول على جنسية دول العالم المُتقدّم مثل الولايات المتّحدة وكندا وأوستراليا والدول الأوروبية…
«... وماذا بعد»؟ يسأَل متقاعدٌ جالس على حافة خوفه من ضياع جنى عُمره مع ذوَبان الودائع في المصارف. «إِلى أَين بَعد»؟ تسأَل أُمٌّ حاملةٌ قميصَ ولدها الذي نزل إِلى عمله في المرفإِ فأَنزله 4 آب في ركام الرماد.
زرتُ صَديقَ طفولَتي ذاكَ المساءْ وهو مُحَقِقٌ عَدليٌ من أنزهِ النُقباءْ فرأَيتَهُ مُتجهّمَ الوجهِ حزينًا!
طرق جهنّم مرصوفة بالنوايا الحسنة وإنقاذ الوطن مرهون بإنجازات القادرين وليس بتوزير المكبّلين.
هل نجحت الديموقراطية في إيصال الحكّام القادرين على الحكم الرشيد والمُلتَزِمين بالقِيَمِ الديموقراطية والإنسانية؟ إنه سؤالٌ مطروح في كلّ زمان ومكان. تُكرّر المؤلّفات الدستورية والسياسية المبدأ الديموقراطي الذي أطلقه أبراهام لنكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتّحدة في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وهو أنّ الديموقراطية «حكم الشعب بواسطة الشعب ومن أجل الشعب».