ما نحتاجه اليوم هو بناء وطن!
تتوالى المعضلات التي نكتشفها اليوم في لبنان وكأنها وليدة اللحظة، ولكن واقع الأمر مُغاير جدًا ويتضمن الكثير من الوقائع التي قد تحثنا على القراءة أكثر في واقعنا بشكلٍ شامل. إذا انطلقنا من شكل الدولة الحالي والمتخبط بالفراغات كما بالتجاذبات المتكررة، نجدها متطابقة بشكلٍ كبير مع واقع الأحزاب التي عادةً ما تُعنى ببناء الأوطان، فكلاهما لا يملكان مشروع حقيقي أو رؤية ديمقراطية لبناء الهيكلات التي يزعم البعض دائمًا أنها قيد إعادة التأسيس من جديد. أعتقد اليوم بأنَّ هناك جزء من السياسيين موجود لإبقاء إرثه الحزبي حَيّ، وهناك بعضهم موجود لتحقيق أحلام كانت ومازالت شخصية، كذلك هناك بعضهم من هو هنا لإنه يملك مشروع غير لبناني يريد تحقيقه. هذه العوامل كلها تلتقي في خانة عدم تقدم آلية بناء الوطن الحقيقية وهنا تكمن المشكلة عند كل من خرج مطالبًا بعددٍ من المطالب التي من المؤكد أنها محقة بالمضمون ويختلف الشكل إختلافًا نوعيًا قد يؤثر سلبًا على المضمون الذي يُعتبر أهم بكثير من الشكل الخارجي