حوار المملكة والمملوك: تشرين آتٍ
من الطبيعي أن يُصابَ البعضُ بسلسلة من الصدمات بعد اللقاء بين اللواء علي المملوك والأمير محمد بن سلمان: أولاً لأنه لم يتوقع أن تقيم السعودية اتصالاً بنظام الرئيس بشّار الأسد أياً كانت الظروف. وثانياً لأنّ تسريب الخبر جاء من الجانب السوري لا السعودي. تعمَّد الأسد تسريبَ خبر اللقاء، لا لتعويم نفسه عربياً فحسب، بل أيضاً لدقِّ إسفين بين السعودية وحلفائها العرب، ولا سيما المعارضة السورية، والإيحاء بأنّ السعودية قد تكون مستعدة لـ«بيع» حلفائها إذا تمّت أيّ صفقة بينها وبين الأسد... وإلاّ فلماذا لم تضعهم في أجواء اللقاء قبل حصوله، وهل كانت تفضِّل إبقاءَ الخبر خافياً عنهم لو لم يكشفه النظام عبر مصادره لصحيفة «صاندي تايمز» البريطانية؟ في أيّ حال، يجدر التنويه بأنّ السعوديين استقبلوا المملوك في ظلِّ خلط قوي للأوراق في الشرق الأوسط. فليس السعوديون وحدهم الذين اتخذوا خطواتٍ خارجة عن السياق، بل إنّ كلّ الأطراف الأساسية المعنية بالصراع، من إقليمية ودَولية، إنقلبت على مواقفها التقليدية وأعلنت خياراتٍ جديدة.