سقراط وتوماس مور، رسائل خيالية لغابرييل شليطا وصفات للخروج من النفق المأسوي الكبير
قرأتُ كتاب
تتدرّج وقائعُ الفعل الروائي تدرُّجًا يحمل القارىء على الظنّ أنه يُشاهد فيلمًا سينمائيًّا أبدعت الدكتورا ناتالي الخوري غريب في نقل أدقّ جزئياته وتفاصيله حتى المملّة منها. فإذا تخلّى الكاتبُ عن مهمةٍ كهذه، فأين تكمن مهمته إذًا؟
الخلاصة والإيمان بأن لبنان لن يزول، ولكن أيضاً لن يتطور وحده بمعزل عن المحيط العربي. ولطالما كان الآباتي نعمان هو الحدث، وصاغ مفاهيم سياسية وفكرية وثقافية لم ترق للبعض الآخر لصناعة وطن، أو لصناعة مستقبل كما يجب أن يكون المستقبل.
يقدّم سمير زكي صورًا متنوّعة للمرأة: تمثّل لطيفة نموذج المرأة الضحيّة: أوهمها زياد بحبّه، أقام معها علاقة جنسيّة، وعدها بالزواج بعد تخرّجه. إلا أنّ وعده ذهب أدراج الرياح. اكتشفت إثر تعرّضها لحادث أنّها حامل، فأنقذها صديقها صلاح من الموقف، مدعيًّا أنّه والد الجنين.
نهاد الحايك شاعرة اللحظة الناريّة، بهذه الكلمات يعرّف أنسي الحاج بالشاعرة صاحبة ديوان اعترافات جامحة الصادر عن دار سائر المشرق، وقدّمه الشاعر الدكتور جورج زكي الحاج، بعنوان: كان مجيئها من علُ، الذي رأى إلى شعر نهاد الحايك أنّه بحثٌ مضنٍ مشوب بالألم والحرقة، كان وليد الرجاء، ابن الإيمان، الذي لم يستسلم أمام كثافة الهموم، وبقي مصرًّا على الخلاص بواسطة الشعر، ص7.
«دفاتر نوح» للكاتب الروائي عبد الحليم حمود، رحلة ثقافية في عالم مجنون لا حدود له. إنّه عالم رسّام يعيش حياةً بلا قيود، يسجّل لحظاتها المجنونة فقط في دفاتر ستّة، بحسب الموضوعات: «فالأصفر للجنس، والأزرق للسياسة، والأخضر للدين، والبنفسجي للفن، والبرتقالي للأدب. أمّا اللون الأسود فهو المخصّص لله. ودفتر سابع ظهرَ في نهاية الرواية، للصفحات البيضاء، أرشيف المناضل الجزائري، لتكتملَ دائرية الرواية.
يكتب عطو: الجميع يتخاصمون على الحقّ./ ولا احد يتخاصم على الباطل./ اراد المعلّم ان يكلّم الشعب عن الخير،/ فردّ الشعب: كلا يامعلّم. سئمنا الخير حدّثنا عن الشر./ ردّ المعلّم: حسناً تختار ايها الشعب. وبنبرة اكثر فنية ومبعثاً على الخيال يكتب: القدرة على التوهم هنا كبيرة... لذلك سأبقى هنا/ المعرفة المفرطة خمر مسمومة/ لذا لا داعي لأيّ قطرة زائدة/ ما يجري مع الدم من السم يكفي ويزيد.
يدور الكتاب في سبعة فصول لا يرتدي فيها الباحث الأقنعة بل يصف المجتمع اللبناني في كلّ حالاته وتصوّراته واعوجاجاته بلا خجل ولا مراعاة، وذلك لأنّه يحلم بوطنٍ زاهٍ ومزدهر تسود فيه القيم الحقّة. لذا لا تخلو فصوله من السخرية البنّاءة، السخرية السقراطيّة إذا استطعنا قول ذلك، بل السخرية
تطرح الرواية قضيّة ثلاث أخوات تطلّقن، مع صديقات لهنّ، والأهم من عرض أسباب طلاقهنّ وآلياته، أسباب زواجهنّ، أو طريقة اختيار شركائهنّ في الحياة، لتكون القدرة على معالجة الموضوع عند الروائيين من هذا الباب.
رواية تلّة الملّاح الصادرة حديثًا عن دار سائر المشرق، 2014، في 152 صفحة من القطع الصغير، للأستاذ جان هاشم، والطرح الجديد يقوم على مفهوم الشخصيّة المتأزّمة التي تعاني شرخًا بين ما تريد أن تكون عليه وما تعيشه في واقعها فعلا، بين الموروث لحفظ القيم والعادات والتديّن، وبين الحقيقة الفعلية لهذه الموروثات على ضوء العلم والفهم، بين الحنين إلى مراتع الصبا والطفولة وهناءة العيش من دون كثير وعيٍ للمجريات والتفاصيل، وبين صفعة الوعي لقراءة أحداث قديمة على ضوء معطيات وإدراكات جديدة، ومن ثمّ ضيق دائرة الحلول المرتجاة للخلاص.