«حين تعشق العقول» رواية الترحال الروحي
قال المتنبيّ :»والقلوبُ بلا عقلِ»، في سياق رثائه ابن سيف الدَّولة، والمعنى أَنّ المرءَ، في ذروة الأَلم والتأثّر، لا يَضَعُ حَدًّا لاشتعاله الدّاخلي. وفي ظنّ هايدغر أَنّ الكائن – هنا هو في الحقيقة، وفي نقيضها، معًا، الأَمر الذي يضعنا أَمام مقولة مونتاني :»أنْ تتفلسف هو أَن تتعلّم كيف تموت...» . فالموت هو الحقيقةُ الأُشغولةُ التي تمنح الوجود معنى. استطردنا، بهذه الطَّريقة، لنصل إلى «صوفي»، بطلة ناتالي الخوري غريب، في روايتها الجديدة «حين تعشق العقول»، وهي طالما عشقت، على أَنّ فلسفتها أنَّها تريدُ أَن تعرف، قبل أَن يفتح الموت بابه.