هل يصل مصرف لبنان إلى الحائط المسدود؟
مراجعتي لكتاب الدكتور غسان العيّاش
مراجعتي لكتاب الدكتور غسان العيّاش
بطباعةٍ راقية، وغلاف أنيق ينبئ بغنى المضمون، صدر عن دار سائر المشرق كتاب (القاع في الذاكرة) لمؤلّفه جورج الياس رزق، في 454 صفحة من الحجم الكبير. وهو عبارة عن دراسة مونوغرافية تاريخية بكلّ أبعادها السوسيواقتصادية والثقافية أهداها المؤلّف إلى عائلته الصغرى، كما إلى عائلته الكبرى القاع وأجيالها الناشئة لتكون ذاكرة للمستقبل.
قلت إن الماركسية أصبحت خارج البحث التاريخي، وكل الآمال التي بنيناها على الشيوعية وضحّينا من أجل تحقيقها، نحن شيوعيو القرن العشرين، ذهبت من دون أن تترك أي أثر إيجابي لصالح تقدّم التاريخ وتحسّن الحياة البشرية. وقد أظهرت في مكانه أن السبب المباشر لانحراف ماركس عن خط الاستنباط السليم للتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية كان قيامه بالعملية المحظورة Illicit Process في إطار استنباطه لتطوّر التشكيلات بطريقة المنطق الديالكتيكي ضمن مسيرة تطوّر المجتمع. فكما حذّر أرسطو وتبعه سائر المناطقة من خطر الوقوع في العملية المحظورة في المنطق الصوري (منطق أرسطو)، كذلك حذّر هيغل مع التشديد من خطورة الوقوع في العملية المحظورة في المنطق الديالكتيكي.
من غير أنْ يعلم ربما، قد يكون الكاتب والباحث أنطوان سعد افتتحَ من خلال كتابه مسؤولية فؤاد شهاب عن اتّفاق القاهرة مئويَّة
صدر عن دار سائر المشرق لمدير عامه الكاتب والصحافي أنطوان سعد مؤلَّف بعنوان مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة؛ وهو عبارة عن حصيلة رسالة أعدّت لنيل شهادة الماستر في التاريخ الحديث والمعاصر من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الجامعة اللبنانية تحت عنوان: دور النهج الشهابي في تنامي المنظمات الفلسطينية (1968-1970) ونال تقدير جيد جيدًا.
لم يعد خافيًا على أحد، أن إطلالات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الرأي العام بصورةٍ متكرّرة، باتت ضرورة ملحّة، كي تشيع الطمأنينة داخليًا لجهة استقرار سعر صرف الليرة التي تمثّل أحد أهم ركائز الاستقرار الوطني.
ما هي الوجهة التي سيتخذها نضال الجماهير الطامحة إلى إقامة مجتمعٍ عالمي حضاري متطوّر يسود فيه العدل وتوفّر فيه الحرّيات لجميع الناس كمبدأ يفرضه المجتمع ولا يمكن لأية سلطة أن تنزعه من أصحابه. وتسود فيه أيضًا كلّ الحقوق التي نطالب بها نحن اليوم في عصرنا وكأنه يجب انتزاعها من سلطة فاسدة في حين المطلوب أن تسود هذه الحقوق كأمورٍ بديهية يحوزها الإنسان بالولادة. وقد أثبتُ أنه منذ فجر التاريخ لم يتوقّف نضال الشعوب من أجل تحرّرها ومن أجل مصالحها عمومًا.
الآن إلى دراسة النقطة الأولى من الجديد الذي طرحته في كتابي، إنها مسألة استحالة الشيوعية كنظرية أو كنظامٍ اجتماعي. من أجل ذلك سأنطلق من
بعد انتهائي من حفل توقيع كتابي في 7 كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، عدت إلى منزلي وكتبت إلى الأصدقاء على صفحتي هذه: إنني بعد الإرهاق الذي أعانيه نتيجة عمل أسابيع متواصلة من دون راحة دقيقة واحدة خارج فترات النوم، وكنت قبلها قد عانيت كثيرًا من التعب الذي تطلبه هكذا عمل فكري لا يمكن القيام به إلّا بصورة متواصلة، قلت إنني سأمضي فترة استراحة ولو قصيرة أعود بعدها لتوضيح نقاط أساسية في كتابي بغاية تسهيل فهمه من القراء الذين لا تشكّل الفلسفة اختصاصهم، بل حتى شيوعيي المرحلة السابقة التي تشكلت فيها
يستهل عادل مالك كتابه «1958 القصّة–الأسرار–الوثائق» (منشورات «دار سائر المشرق - جديدة المتن/ لبنان2011)، بسؤال: لماذا هذا الكتاب؟ ثم لا يلبث أن يجيب، أنه كتاب معلومات لا موقف. ختام سرد عادل مالك، يحمل السؤال ذاته، ويؤكّد على الإجابة الابتدائية. ولكي تتحقّق المعلومة، يذهب الكاتب إلى معاصريها، ويسأل أولئك الذين ساهموا في «صناعتها»، وانخرطوا في ميدان تجربتها. ينقل ما وصل إليه، لتكون للقارئ اللاحق، حرّية الاستنتاج، وطلاقة الخلاصة، التي لا يقيّدها السؤال الختامي لعادل مالك: هل تعلّمنا؟