سفارة الولايات المتحدة تدخَّلت: قمعُ الناس ممنوع... وسقوط الحكومة أيضاً
يسأل كثيرون: في لبنان الواقف على حدِّ الغليان المذهبي والفتنة، وحيث لا تسقط شعرة إلّا بإرادة أرباب أجهزة الأمن المتصارعة، من أين جاءت كلّ هذه الجماهير إلى الحراك المدني، وكيف «تفرِّخ» الجمعيات «التغييرية» يومياً كالفطر، وكيف استطاعت مقاومة المندسِّين وماكينات الأمن الهائلة، ومنها ماكينة «حزب الله»؟ يُجيب المتابعون: الحراك المدني ليس صُدفة. فهناك ماكينة جماهيرية- إعلامية تصنعه. وبكلمة أخرى، هو ليس يتيماً، بل يحظى بغطاءٍ دولي، وخصوصاً أميركي. بعض الذين التقوا السفير الأميركي ديفيد هيل أخيراً سمعوا منه انتقادات للطاقم السياسي اللبناني الذي يدفع لبنان نحو عدم الاستقرار الدستوري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني. فالمؤسساتُ آيلة إلى الاهتراء والتعطيل. وبعد الفراغ الرئاسي، يتعطّل المجلس النيابي والحكومة. وإذا سقطت الحكومة فسيكون الوضعُ كارثياً، إذ سيتعذّر قيامُ أخرى، وستقع فوضى دستورية لها تردّدات سياسية واقتصادية واجتماعية وربما أمنية.