مايا وبشير الجميّل.. الحاضران الأبرز هذا العام في ذكرى 14 آذار!
في وطنٍ لم يحدُث أنّ وحَّد الحزن يومًا بين جميع أبنائه على استشهاد ملاكٍ بصورةِ طفلةٍ كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر شهرًا وتدعى مايا بشير الجميّل، يصبح سقوط القيم الإنسانيّة وتلاشيها بمثابةِ تحصيلِ حاصلٍ لاستشراء وباء الانقسامات الطائفيّة والمذهبيّة والمصلحيّة فوق مساحات أرضه، من الشمال إلى الجنوب، ومن اليمين إلى اليسار، تمامًا مثلما يصبح التمسّك بالأمل في إمكانيّة النهوض مجدَّدًا من سكرة هذا المرض الوطنيّ المزمن عرضةً على الدوام للانكسار والاندثار، ولا سيّما إذا أخذنا في الاعتبار أنّ موسم البكائيّات الذي افتُتح اليوم على انطفاء فجر تحالف قوى الرابع عشر من آذار، بمناسبة مرور اثنتيْ عشرةَ سنةً على انبثاقه، لن يكون في المحصّلة النهائيّة أكثر أو أقلّ من نقطةٍ في بحر البكائيّة المفترَضَة والمتوجِّبَة على وطنٍ لم يحدُث أن بكى يومًا بأكمله على مايا بشير الجميّل بعد.