عِلم الاجتماع عند العرب وإشكالاته
شكَّلت الهزّات السياسيّة والاقتصاديّة والفكريّة التي ضربت المجتمع الأوروبيّ منذ أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر النقطة المفصليّة التي أثَّرت على التفكير الاجتماعيّ وولادة عِلم الاجتماع الحديث على يد أوغست كونت، الذي حدَّد مهمّة هذا العِلم ووظيفته بترتيب البَيت الأوروبيّ الخارج من فوضى الثورات والتغيّرات الاجتماعيّة، فكان التركيز على بناء إنسانٍ مُتوازن ومُستقرّ من خلال ضوابط وقواعد سلوكيّة معيّنة. تمّ ذلك من خلال اهتمام عُلماء الاجتماع وانشغالهم بقضايا الإنسان الغربيّ وهمومه، الأمر الذي أدّى إلى نشوء النظريّة الاجتماعيّة المُفسِّرة للواقع الاجتماعيّ المُعاش.