علمانية من عندنا
إن كتاب
إن كتاب
خمسون عامًا ضاعت على اللبنانيين، فرصةً بعد فرصة، كما سائر مشاريعَ مدينية عمرانية حضارية تتلاشى ملفَّاتها في الأَدراج بين نُفايات واتصالات وتلزيمات وكوتات ومحاصصات وعمولات وتنفيعات ومحسوبيات وزبائنيات، والشعب يئنُّ من مسؤُولين ما زال يأْتي بهم أَو بنسلهم بعد دخولهم في الراحة الأَبدية.
بعدما كانت سوريا موزّعة بين عدّة ولايات خلال الحقبة العثمانيّة ، وبعد تقسيمها إلى أربعة دول خلال الانتداب الفرنسيّ، اتّخذت هذه البلاد شكلها الحاليّ في ظلّ المعاهدة الفرنسيّة السوريّة الموقّعة في باريس في 9 أيلول 1936، عندما دُمجت دولة دمشق المستقلّة وحكومة حلب، اللتان كانتا قد توحّدتا عام 1923، مع “دولة العلويّين المستقلّة”و “جبل الدروز” في كيان واحد، هو كيان الجمهوريّة السوريّة.
سأفترض أنّي مرشّحة إلى الانتخابات النيابيّة المقبلة، وفق القانون الموعود - أيّاً يكن - أو وفق القانون الحالي. كوني أنتمي بحسب القيد الطائفي إلى طائفةٍ تُعتبَر من الأقليّات، هذا يعني أنّي لا أستطيع أن أترشّح إلاّ عن المقعد الأقلّوي في بيروت الثالثة.
أن الديمقراطية التوافقية هي خيار لبناني محض، بمعنى أنه لم يتمّ فرضه من الخارج كما جميع الاتفاقات والتسويات التي فرضت على اللبنانيين في مرحلة من المراحل.
يرتكز هذا المقترح على المزج بين النظامين الانتخابيين الأكثري والنسبي، من خلال اعتبار المذاهب دوائر انتخابية لاختيار نصف أعضاء المجلس النيابي على أساس النظام الأكثري، والمحافظات المعدلة لاختيار النصف الآخر على أساس النظام النسبي.
منذ بداية القرن العشرين، تواجهت في المشرق العربي، ولا سيما في المنطقة المحيطة بالإمارة اللبنانية هويات ثلاث: اللبنانية، والعربية، والسورية. كثير من الحبر سال حول صراع الهويات هذا.
– «أن يرتكب المسلم جميع الكبائر مجتمعة أهون عند الله من أن يهنئ النصراني بعيده». – ان تقتل نفسا أهون عند الله من أن تترك صلاة الفجر». «لو قتلت واحدا اثنين ثلاثة خمسة.. جريمتك أسهل من ترك الصلاة».
لَا أَبْكَىَ شبَابُكِ يَا رِيتَا وَلَا شَبَابُكَ يَا إِلْيَاسَ وَلَا شَبَابُكَ يَا هَيْكَلُ. بَلْ أَبْكِي أَحْوَالَي وَأَحْوَالُ الحَيَاةِ الَّتِي عَجَزَتْ عَنْ اِحْتِمَالِ حُبِّكُمْ لِلحَيَاةِ وَالاِحْتِفَالِ بِهَا.
لا أزال أذكر حتى لحظة كتابة هذه الكلمات – كنتُ آنذاك في بداية مشواري مع شارل مالك – كم غضبت منه عند انتهائي من قراءة كتابه الممتع المقدمة بما هو من سيرة ذاتيّة فلسفيّة ضمّنها مراتب الإنسان الكيانيّة. ما أغضبني آنذاك هو أنّ مالك لم يستطع إنهاء كتابه ووصفه للمراتب الكيانيّة كاملة. فلكثرة ما أُخِذتُ بهذا الكتاب، صرتُ أنهي مرتبة كيانيّة متحرّقًا لدخول المرتبة اللاحقة.