سرديّة الألَم... بيروت بين الحداثة والطائفيّة
نَشأت الحداثة في قلب المُدن. ففي المدينة الواسعة ينفصل الفرد عن القبيلة، ويتمزَّق الإقطاع وتختفي القُرى ومعها الثنائيّة الضدّيّة بين النُبلاء والأقنان، كما تتوارى العقائد وتذبل الطوائف أمام تشابكات المِهن الوسيطة وتشابُكات العلاقات الاجتماعيّة الجديدة التي تدور في فلك الأنشطة الصناعيّة والتجاريّة والترفيهيّة التي لم تكُن معروفة ولا يُتصوَّر وجودها في البيئة القرويّة وفي ظلّ اقتصاد الرعي والزراعة.