من أصداء ماضي العرب في البرتغال
لئن كانت الكتابة عن كلّية التاريخ الأندلسي (مهّد لها الرائدان حسين مؤنس ومحمود علي مكّي) تقتضي التجدّد والتجديد في البحث، فإن الكتابة عن الفتح العربي للبرتغال تبدأ من الصفر على وجه التقريب، لأن الدراسات التي تتناول هذا الموضوع قليلة جداً، وبالكاد تستوقف الباحثين. ويؤكّد الباحث البرتغالي ألبرتو ألفيس أن مرحلة الحكم العربي للبرتغال، والتي دامت أكثر من 500 عام، لا يمكن أن تُلغى من ذاكرته التاريخية ولا من ذاكرة البرتغاليّين بوجه عام. وهذا الطابع يمكن التعرّف إليه بسهولة في الحياة العامة واليوميّة لأهل البرتغال. ويرى أنه ''لو كان علينا محو كلّ بقايا التراث العربي في البرتغال الحالي، فسيكون واقعنا الإثني والثقافي، المادي والإنساني، مختلفاً كلّياً، وسنكون بيضاً لا سمراً، ونكفّ عن التحدّث باللاتينيّة المعرّبة التي نسمّيها ''برتغالية'' ونخسر ألف كلمة من قواميسنا ''.